1- التبرج معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئًا.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" فقالوا: يا رسول الله من يأبى؟! قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" (البخاري).
2- التبرج كبيرة مهلكة
جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تبايعه على الإسلام، فقال: "أبايعكِ على ألا تشركي بالله شيئًا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى" (صحيح) فقرن التبرج بأكبر الكبائر المهلكة.
3- التبرج يوجب اللعن والطرد من رحمة الله
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسهن كأسنمة البخت.. العنوهن فإنهن ملعونات" (صحيح)، والبُخت نوعٌ من الإبل.
4- التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرَهما: قوم معهم سياط كأذنابِ البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلون الجنة ولا يجدْن ريحَها، وإن ريحَها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" (مسلم).
5- التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "مثل الرادفة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها" (ضعيف)، ويريد أن هذه المتمايلة في مِشيتها وهي تجر ثيابَها تأتي يوم القيامة سوداءَ مظلمةً، وكأنها متجسمة في ظلمة، والحديث وإن كان ضعيفًا لكن معناه صحيحٌ، وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب والراحة نصب والشبع جوع والطيب نتن والنور ظلمة، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك.
6- التبرج نفاق
فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم" (صحيح)، والغراب الأعصم هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء؛ لأن هذا الوصف في الغربان قليل.
7- التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأةٍ وضعت ثيابَها في غير بيت زوجها فقد هتكت سترَ ما بينها وبين الله عز وجل" (صحيح).
8- التبرج فاحشة
كشف العورة فاحشة ومقت.. قال تعالى: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُوْنَ﴾ (الأعراف: 28)، والشيطان هو الذي يأمر بالفاحشة ﴿الْشَيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ (البقرة: 268).
والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي.. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِيْنَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيْعَ الْفَاحِشَةُ فِيْ الَّذِيْنَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (النور:19).
9- التبرج غواية إبليسية
إن قصة آدم وحواء مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس على كشف السوءات وهتك الأستار وإشاعة الفاحشة، وإن التهتك والتبرج هدف أساسي له.. قال الله عز وجل: ﴿يَا بَنِيْ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الْشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءاتِهِمَا﴾ (الأعراف: 72).
فإبليس إذًا هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف، وهو زعيم زعماء ما يسمَّى بتحرير المرأة، وهو إمام كل من أطاعه في معصية الرحمن، خاصةً هؤلاء المتبرجات اللائي يؤذين المسلمين ويفتنَّ شبابهم.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما تركت بعدي فتنةً هي أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه).
10- التبرج طريقة يهودية
لليهود باعٌ كبيرٌ في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة، ولقد كان التبرج من أمضى أسلحة مؤسساتهم المنتشرة، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال، حتى قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" (مسلم).
وقد حكت كتبهم أن الله سبحانه عاقب بنات صهيون على تبرجهن، ففي الإصحاح الثالث من سفر أشعيا: "إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن، والمباهات برنين الخليل، والضفائر والأهلة والحلق، والأسوار، والبراق والعصائب".
مع تحذير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من التشبه بالكفار وسلوك سبلهم، خاصةً في مجال المرأة؛ فإن أغلب المسلمين خالفوا هذا التحذير، وتحققت نبوة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضبٍّ لتبعتموهم" قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟!" (متفق عليه).
فما أشبهَ هؤلاء اللاتي أطعن اليهود والنصارى وعصين الله ورسوله، هؤلاء اليهود المغضوب عليهم، الذين قابلوا أمر الله بقولهم سمعنا وعصينا، وما أبعدَهم عن سبيل المؤمنات اللاتي قلنا حين سمعنا أمر الله: سمعنا وأطعنا.
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَبِعْ غَيْرَ سَبِيْلِ الْمُؤْمِنِيْنَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيْرًا﴾ (النساء: 115).
11- التبرج جاهلية مُنتنة
قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِيْ بُيُوْتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى﴾ (الأحزاب: 33)، وقد وصف النبي- صلى الله عليه وسلم- دعوى الجاهلية بأنها مُنتنة أي خبيثة وأمرنا بنبذها، وقد جاء في صفته- صلى الله عليه وسلم- في التوراة أنه ﴿يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (الأعراف: 157).
فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، كلاهما منتنٌ خبيثٌ، حرمها علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: "كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي" (متفق عليه)، سواءٌ في ذلك تبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحكم الجاهلية، وظن الجاهلية، وحماية الجاهلية، وربا الجاهلية.
12- التبرج تخلُّفٌ وانحطاطٌ
إن التكشُّف والتعرِّي فطرةٌ حيوانيةٌ بهيميةٌ، لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله وأنعم عليه بفطرة حب الستر والصيانة، وإن رؤية التبرج والتهتك والفضيحة جمالاً ما هي إلا فسادٌ في الفطرة وانتكاسٌ في الذوق ومؤشرٌ على التخلف والانحطاط.
ولقد ارتبط رقيُّ الإنسان بترقية في ستر جسده، فكانت نزعة التستر دومًا وليدةَ التقدم، وكان ستر المرأة بالحجاب يتناسب مع غريزة الغيرة التي تستمد قوتها من الروح.. أما التحرر عن قيود الستر فهو غريزة تستمد قوتها من الشهوة التي تغري بالتبرج والاختلاط، وكل من قنع ورضي بالثانية فلا بد أن يضحيَ بالأولى حتى يسكت صوت الغيرة في قلبه مقابل ما يتمتع به من التبرج والاختلاط بالنساء الأجنبيات عنه، ومن هنا كان التبرج علامةً على فساد الفطرة وقلة الحياء وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس وموت الشعور:
لحدِّ الركبتين تشمرينا بربك أي نهر تعبرينا
كأن الثوب ظل في صباح يزيد تقلصًا حينًا فحينا
تظنين الرجال بلا شعور لأنك ربما لا تشعرينا
13- التبرج باب مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
العواقب الوخيمة للتبرج
الحجاب الأمريكي
تتسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت النظر إليهن؛ مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها، ومنها فساد أخلاق الرجال خاصةً الشباب والمراهقين، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها، ومنها تحطيم الروابط الأسرية، وإعدام الثقة بين أفرادها وتفشي الطلاق.
ومنها المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها، ومنها الإساءة إلي المرأة؛ باعتبار التبرج قرينةًَ تشير إلى سوء نيتها وخبث طويتها؛ مما يعرِّضها لأذية الأشرار والسفهاء، ومنها انتشار الأمراض.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا" (صحيح).
ومنها تسهيل معصية الزنا بالعين.. قال صلى الله عليه وسلم "العينان زناهما النظر" (مسلم) وتعسير طاعة غض البصر التي أُمرنا بها إرضاءً لله سبحانه وتعالى، ومنها استحقاق نزول العقوبات العامة، التي هي قطعًا أخطر عاقبةً من القنابل الذرية والهزات الأرضية.. قال تعالى ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيْهَا فَفَسَقُوا فِيْهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيْرًا﴾ (الإسراء: 16)، وقال- صلى الله عليه وسلم-: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب" (صحيح).
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم