غير حياتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


*****منتدى يهتم بك. ليس اهتماما بجمالك وشكلك فحسب لكن بجمال باطني سينعكس باذن الله على شكلك فجربي الدخول لو سمحت*****
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرحلة الثانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moslima
Admin
moslima


عدد المساهمات : 180
نقاط : 146
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2009

المرحلة الثانية Empty
مُساهمةموضوع: المرحلة الثانية   المرحلة الثانية I_icon_minitimeالسبت فبراير 21, 2009 12:49 pm

--------------------------------------------------------------------------------

المرحلة الثانية
------------------------
أما المرحلة التي كانت عقيب البعثة فهي التي كان مهيئا فيها تماما لتلقى الوحي فلم يزده ذلك إلا حسن خلق وتأدب وسمو ورفعة وبر وإحسان حيث أدبه ربه فأحسن تأديبه وعلمه ما لم يكن يعلم وزكاه واواه من يتم وأغناه من عيلة وهداه من ضالة وشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وكلأته عينه وحفظته وعصمه واجتباه بالحكمة والعلم ونور اليقين وتخلق هو بخلق القرآن الكريم فصار قرآنا يمشي على الأرض وتخـلق بخلق الأنبياء القويم فجمع سائر أخلاقهم الحسنة . وآيات القرآن والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم والعلماء والفقهاء والحكماء ، وأيضا كثير من المنصفين من المستشرقين والباحثين في كل زمان ومكان ، أجمعوا بغير شذوذ من واحد على سمو خلقه ورفعة قدره وسلامة قلبه ، وهو ما سيكون لنا معه وقفة متأنية فيما سيلي إن شاء الله .
ولأن هذه المرحلة هي الأهم وهي الأعظم في تاريخ الإنسانية ، حيث تغير بها وجه الأرض وانتقل الناس فيها من الظلمات إلى النور ومن الشك إلى اليقين ومن عبادة الناس إلى عبادة رب الناس ، فسوف استعرض فيها بعضا من مواقفه صلى الله عليه وسلم لتكون خير دليل على تميزه وانفراده في قراراته ورؤاه . وسأحاول أن اتبع طريقة ريما تكون جديدة وهي الوقوف عند نتيجة الحدث أو الموقف لأتناوله بطريقة عكسية , وذلك بسؤال يقوم على الافتراض والتخيل , وهو ماذا لو كانت النتيجة التي انتهى إليها الحدث أو الموقف بخلاف تلك المعلومة لدينا ؟ وبمعنى آخر ماذا لو كان الذي كتب في التاريخ وسطرته كتب السيرة غير ما كتب ومادون ؟ وسنجد أن أحدا لن يلتفت ولن ينتبه إلى الفارق بين النتيجتين . لندرك عندئذ أن تصرفاته وقراراته عليه الصلاة والسلام كانت تنبع من ذات متفردة . ذات لا تعرف إلا الحق مهما كانت عواقبه ومهما كانت أثاره , هذه الذات هي ذات محمد رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين
1- قصة الأراشي
---------------------------
قال بن إسحاق : حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبى سفيان الثقفي وكان واعية قال قدم رجل من أراش يقال له الأراشى لإبل ابتاعها منه أبو جهل فمطله ثمنها. فأقبل الأراشى حتى وقف على ناد من قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى ناحية من المسجد جالس . فقال يا معشر قريش من يؤدينى (1) على أبى الحكم بن هشام فأني رجل غريب ابن سبيل وقد غلبني على حقي ، فقال له أهل ذلك المجلس أترى ذلك الرجل الجالس ؟ – يريدون رسول الله والهزء به لما يعلمون ما بينه وبين أبو جهل من عداوة – اذهب إليه فأنه يؤدي لك ، فأتاه فقال له يا عبد الله إن آبا الحكم ابن هشام قد غلبني على حق لي قبله وأنا غريب ابن سبيل وقد سألت هؤلاء فأشاروا لى بك، فانطلق معه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأوه قام معه اتبعوه ليروا مايكون .فضرب رسول الله باب أبو جهل فقال من داخله من هذا ؟ ، فقال " أنا محمد فاخرج إلي "، فخرج وما فيى وجهه من رائحة قد انتقع لونه , فقال " أعط هذا الرجل حقه " فقال نعم أفعل , فدخل فخرج إليه بحقه فدفعه إليه , ثم أنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للأراشى الحق بشأنك , فأقبل الأراشى حتى وقف على باب الناد وقال جزاه الله خيرا والله أخذ لي حقي ، وما لبث أبو جهل أن جاء فقالوا له ويلك مالك ؟ والله ما رأينا مثل ما صنعت قط ، فقال ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب على بابي وسمعت صوته فملئت منه رعبا فخرجت إليه وإن فوق رأسه لفحل من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط ولو أبيت لقتلني (2)
والسؤال ماذا لو لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجل أو اعتذر له ؟
إن الطبيعي والعقلي في مثل موقفه صلى الله عليه وسلم من الضعف والهوان والبعثة لم تزل في مهدها ألا يقوم ولو أن أحد غيره لما فعل ما فعل ، ولو كتب التاريخ أنه صلى الله عليه وسلم اعتذر للرجل أو لم يقم معه لما لامه أحد ، ولدافع عن موقفه هذا وقتئذ المسلمون جميعا ، ولوجدوا لذلك أكثر من مبرر أقله تجنب رسول الله الحرج خاصة وأنه يعلم أن قريشا تريد الاستهزاء به ، وتأكد علمه بهذا عندما أخبره الرجل أنهم هم الذين دلوه عليه وهو غريب وعابر سبيل .
والتفسير الذي انتهي إليه بن إسحاق فى روايته بأن أبو جهل رأى فحلا فوق رأس رسول الله تفسير فيه نظر ، حيث قيل هذا المبرر فى أكثر من موضع قبل أو بعد ذلك ، ومن ذلك مارواه الماوردي في معجزات من " أن قريشاً اجتمعت في دار الندوة ، وكان فيهم شاعر القوم فحضهم على قتل محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وقال هل محمد إلا رجل واحد وهل بنو هاشم إلا قبيلة من قبائل قريش فليس منكم من يزهد في الحياة فيقتل محمداً ويريح قومه ؟ ، فقال أبو جهل ما محمد بأقوى من رجل منا وإني أقوم إليه فأشدخ رأسه بحجر ، فإن قتلت أرحت قومي ، وإن بقيت فذاك الذي أوثره ، وعلى ذلك خرجوا فلما اجتمعوا في الحطيم خرج عليهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقام يصلي فنظروا إليه يطيل الركوع و السجود ،فقال أبو جهل فإني أقوم فأريحكم منه . فأخذ مهراشاً عظيماً ودنا من رسول الله وهو ساجد ، لايلتفت ولا يهابه وهو يراه فلما دنا منه ارتعد ، وأرسل الحجر على رجله فرجع وقد شدخت أصابعه و هو يرتعد وقد دوخت أوداجه . ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ساجد فقال أبو جهل لأصحابه خذوني إليكم فالتزموه وقد غشي عليه ساعة ، فلما أفاق قال له أصحابه ما الذي أصابك ؟ قال : لما دنوت منه أقبل علي من رأسه فحل فاغر فاه فحمل علي أسنانه فلم أتمالك ، وإني أرى محمداً محجوباً . (3) ، أو ربما برر أبو جهل – وهو الكذوب لا محالة - خوفه بهذا الفحل , وإلا فلماذا لم يرى هذا الفحل عندما سب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشجه فاقتص له حمزة بن عبد المطلب وكان ذلك سببا في إسلام حمزة، ولماذا لم يرى هذا الفحل من القوا فوق رأسه الشريف القاذورات وهو ساجد يصلى ، فالتفسير الصحيح إذن هو هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي استولت على قلب هذا الجاهل ، والهيبة أحد الجوانب المهملة عن شخصيته صلى الله عليه وسلم التي لم يتناولها كثيرون شأنها شأن الذكاء والفراسة وسرعة البديهة .
2- رد الأمانات
--------------------------
من المعلوم بيقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر عليا رضى الله عنه أثناء الهجرة ليرد الودائع والأمانات التي استودعها عنده المشركون الذين ظلوا على شركهم وظلوا أيضا محتفظين عنده بأماناتهم ، إذ لم يكن أحد بمكة يخشى عنده شيء استودعه ، فماذا لو لم يرد رسول الله هذه الأمانات للمشركين وأخذها معه فى هجرته لتكون عونا له وللمسلمين وهم في أمس الحاجة إلى المال ؟خاصة وأن هؤلاء المودع عنده مالهم هم الكفار والمشركين الذين آذوا المسلمين أيما إيذاء وطردوهم من أرضهم واستولوا على أموالهم وأولادهم وأزواجهم وأمتعتهم وأذاقوهم صنوف العذاب والذل والهوان وحاصروهم وقاتلوهم وأجبروهم على ترك أوطانهم ودياره ، أو لم تكن غزوة بدر الكبرى أصلا منشأها الاستيلاء على أموال المشركين ؟ وإن كان استيلاء ليس بمفهوم السلب والنهب وقطع الطريق وإنما بمفهوم استعادة مال سبق أن انتهبه المشركين ظلما . " سمع النبي أن سفيان بن حرب أقبل فى عير له من الشام وتجارة عظيمة فيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم (4)
وعن كعب ابن مالك قال "ما تخلفت عن رسول الله فى غزوة غزاها قط غير أنى تخلفت عنه فى غزوة بدر , وكانت غزوة لم يعاتب الله ورسوله فيها أحد تخلف عنها . وذلك إنما لأن رسول الله إنما أراد عير قريش فجمع الله بينه وبين عدوه من غير ميعاد. (5) وليس ذلك توقفا عند هذه الغزوة التي كانت بوحي من الله وإذن بالقتال . إنما أتخذها قياسا على أن الحق سيكون معه صلى الله عليه وسلم لو كان أخذ الأموال المودعة عنده ، فلماذا إذن لم يأخذها رسول الله ؟ ولماذا لم تشغله أحداث الهجرة الجسام عن ردها ولماذا لم يستشر صحابته العدول في ذلك ؟ ولماذا لم يأخذها ولو على سبيل التأقيت ثم يردها خاصة وأن أحدا لم يطلبها منه ؟ وماذا لو كتب التاريخ أنه أخذها تحت هذا المسمى أو ذاك ؟ لا ضير ولا ضرر ولا عيب ولا مأخذ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://da3wa.7olm.org
moslima
Admin
moslima


عدد المساهمات : 180
نقاط : 146
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2009

المرحلة الثانية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرحلة الثانية   المرحلة الثانية I_icon_minitimeالسبت فبراير 21, 2009 12:56 pm

- شراء إحدى الراحلتين :
--------------------------------------
جاء أبو بكر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم براحلتين للهجرة ليختار أفضلهما وقال اركب فداك أبى وأمي ، فقال له رسول الله " لا أركب بعيرا ليس لى "، قال أبو بكر فهي لك يا رسول الله . قال " لا إلا أن أبتاعها منك "(6) ، وأمام إصراره رضخ أبو بكر وأخذ الثمن .. فماذا عليك يا رسول الله لو ركبت وأبو بكر يهب لك الراحلة ؟ ماذا عليك لو ركبت حتى وصلتما إلى المدينة المنورة ثم تكلتما فى الثمن ؟ ماذا لو كتب التاريخ هذا أو ذاك ؟. لاشيء
4- فاطمة والخادم :
------------------------
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها خميلة ووسادة حشوها ليف ورحاءين وسقاء وجرتين . فقال علي قد جاء الله آباك بسبي فاذهبي فاستخدميه فآتت آباها فاستحيت أن تسأله ورجعت . ثم عادت إليه ثانية ومعها علي ، فقال على " والله لقد سنوت (7) حتى قد اشتكيت صدري ، وقالت فاطمة لقد طحنت حتى مجلت يداي (Cool وقد جاء الله بسبي وسعه فاختدمنا (9) فأبى عليه الصلاة والسلام دون أن يبدي سببا وفي رواية أنه قال " لا أعطيكما وادع أهل الصفة تطوى بطونهم " فرجعا ، فأتاهما النبي وقد دخل في قطيفة لهما إذا غطت وجهيهما كشف قدميهما وإذا غطيا قدميهما تكشفت رأسهما فثارا – أي قاما حياءا – فقال لهما " مكانكما وأبدلهما ذكرا دبر كل صلاة خير مما سألاه (10) ، إلا أن ذلك لا يمنع من السؤال ماذا لو منحهما الخادم ؟ وماذا لو كان الذي علمناه من سيرته أنه أعطاهما خادما ؟ أينقص ذلك من قدره أو قدرهما أو يعيبهما ؟ كلا .
5 - مفاتيح الكعبة :
---------------------------
عندما فتح الله سبحانه وتعالى على نبيه مكة المكرمة طلب رسول الله مفاتيح الكعبة وكانت وقتئذ مع بنوعبد الدار آل طلحة , وكان معظمهم لم يزل على الشرك ولم يدخل الإسلام منهم إلا قليل , ومن بين هؤلاء الذين دخلوا الإسلام حديثا قبيل فتح مكة عثمان بن ابى طلحة رضى الله عنه فطلب منه رسول الله المفاتيح . فذهب من فوره يحضرها فوجدها مع أمه " سلافة بنت سعيد " ,فأبت أن تعطيه إياها فجاهد معها وهى على إبائها. - لما فى ذلك من شرف معروف لدى العرب- حتى وضعت المفاتيح فى حجزها فلم يجد طلحة إلا أن يستل السيف عليها مهددا بالقتل فأعطتها له مرغمة , وكان القلق في هذا الوقت قد بدا على رسول الله حتى تحدر العرق منه مثل الجمان وهو يقول ما يحبسه . إلى أن جاء وأعطاه المفاتيح ، فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من مهمته داخل الكعبة خرج وبيده المفاتيح . فتطلع إليها الصحابة ومد معظمهم عنقه لينال أحدهم هذا الشرف العربي التليد . وقال على رضي الله عنه لرسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية ، ولكن رسول الله سأل عن عثمان فجاءه ومثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره رسول الله بموقف كان بينهما فى بداية البعثة ، وهو أن عثمان هذا كان قد فتح الكعبة وقت أن كانت المفاتيح معه فأراد رسول الله أن يدخلها فأبى طلحة وأغلظ له فقال له صلى الله عليه وسلم " لعلها تكون بيدي يوما ما يا عثمان " فقال له عثمان " إذا هلكت قريش يومئذ وذلت ، فقال له رسول الله " بل عمرت وعزت يومئذ "
فتذكر عثمان هذا الموقف فتملكه الخجل وقال لرسول الله أو مازلت تذكر ذلك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم بصوت مسموع "يوم بر ووفاء خذوها آل طلحة خالدة تالدة لا ينزعنها منكم إلا ظالم (11)
والسؤال الآن ماذا لو انه صلى الله عليه وسلم أخذ المفاتيح لنفسه بصفته الرسول والقائد والأمام ؟ وماذا لو أعطاها أحد من صحابته وهم الذين سألوه إياها حتى انه أراد أن يهون عليهم فقال لهم أعطيكم من المناصب ما يكلفكم مالا ولا أعطيكم ما تأخذون عليه مالا (12) ، ماذا لو كان الذى سجله التاريخ أنه استرد المفاتيح لتعود إلى المسلمين باعتبار الكعبة قبلتهم و البيت الذي يحجون إليه ، وليس من الطبيعى أن تكون مع المشركين خاصة أل طلحة المعروف دورهم البارز فى العداء للمسلمين وعلى وجه الخصوص إبان غزوة أحد . لن يتوقف أحد ولن يعد ذلك مأخذا على رسول الله بل من مآثره .
6- اذهبوا فأنتم الطلقاء :
-------------------------------
ثم ما هذه المقولة التى حفظتها الإنسانية وعفى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مشركي مكة وكفارها وتاريخهم الأسود الملطخ بالإيذاء والشر والحصار والطرد والحروب والمؤامرات وهي"اذهبوا فأنتم الطلقاء"(13) أي فاتح عرفته البشرية لم ينتقم ممن طردوه وأتباعه أن لم يكن بالسجن والقتل والتعذيب فهي صفات لا يتصف بها الأنبياء فعلى أقل تقدير بعقد المحاكمات أو المحاسبة والمسائلة او التعزير .فشيئا من هذا لم يحدث وأجزم لو أن قلوب البشر كلها اجتمعت حينئذ على موقف تتحد فيه آرائهم وتتفق راضية إزاء هؤلاء المشركين لكان الخيار الأمثل هو تخييرهم بين الدخول فى الإسلام أو العفو ، وكان من الممكن أن يلتهبها رسول الله فرصة ويخيرهم هذا الخيار العادل ، خاصة وأن اغلب هؤلاء الذين فتحت عليهم مكة هم صناديد قريش وأكابرها ممن قضى رسول الله ثلاثة عشر سنة يجاهد داعيا إياهم الدخول فى الإسلام . وعاتبه ربه أكثر من عتاب لتكليفه نفسه فوق ما يحتمل لترغيبهم ورغبته فى إسلامهم , ألا انه لم يفعل شيئا من ذلك بل التمس لهم فرص العفو لا عند دخول مكة فحسب ولكن قبل وبعد ذلك ، " أخرج الطبرانى عن عروة رضى الله عنه قال العباس يا رسول الله إني أحب أن تأذن لى أن آتى قومي فأنذرهم ما نزل وأدعوهم الى الله ورسوله فأذن له ، فقال العباس علمني كيف أقول لهم . بين لى من ذلك أمانا يطمئنون إليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل لهم من شهد أن لااله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو آمن ومن جلس عند الكعبة ووضع سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن،فقال العباس إن آبا سفيان ابن عمنا وأحب أن يرجع معي فلو اختصصته بمعروف فقال صلى الله عليه وسلم "ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن "(14) إلى أن دخل رسول الله مكة فى أبهى مظاهر النصر والعزة والكرامة مؤيدا بنصر الله والفتح المبين تحت رايات عشرة آلاف من خيرة أجناد الارض على مر العصور
فكان أول ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تطلعت إليه القلوب والأبصار بعضها فى وجل وخوف ورعب وبعضها فى أمان وسلام وكرامة أن امسك بعضدي باب الكعبة فقال فيما قال" ما تظنون آني فاعل بكم ". فكأنهم وجدوا طوق الأمان ينتشلهم من الرعب والفزع فقالوا خيرا.. أخ كريم وأبن أخ كريم وقد قدرت فقال " اذهبوا فأنتم الطلقاء " قال البيهقى" فكأنما نشروا من القبور فدخلوا فى دين الله أفواجا " (15) ، فلماذا إذن لم يحاسبهم رسول الله وقد تصور الجميع ذلك مسلمين وكفار . حتى قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه " قد أمكن الله منهم لأعرفنهم بما صنعوا . "(16)، أي أن عمر بن الخطاب كالبشر مهما علت رتبته فى الإيمان ودرجته فى الإسلام ومهما صفت سريرته قد تأججت فى قلبه الرغبة الفطرية فى الانتقام فلما سمع مقالة الرسول قال " افتضحت حياء من رسول الله أن يكون سمع ما بدر منى (17)وهؤلاء هم بعض أئمة قريش يفرون خارج مكة بأرواحهم خشية انتقام رسول الله . . نذكر منهم . صفوان بن أمية . حويطب بن عبد العزى . النضر بن الحارث . عكرمة بن أبي جهل .
ولنضرب مثلا بالأول ،
------------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://da3wa.7olm.org
moslima
Admin
moslima


عدد المساهمات : 180
نقاط : 146
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/01/2009

المرحلة الثانية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرحلة الثانية   المرحلة الثانية I_icon_minitimeالسبت فبراير 21, 2009 1:01 pm

عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما " لما كان يوم الفتح هرب صفوان بن أمية حتى أتى الشعب فجاءه ذات يوم عمير بن وهب فظن صفوان أن عميرا يريد قتله - وكان كلاهما اتفقا على قتل رسول الله وفشلت خطتهما لما علم رسول الله بوحي من الله ما دار بينهما - فقال له صفوان ما كفاك ما صنعت بى حملتني دينك وعيالك ثم جئت تريد قتلى.قال آبا وهب جئتك من عند رسول الله وقد أمنك ودعاك أن تدخل في الإسلام وإلا سيرك شهرين(18)وكان عمير قد استأمن لصفوان عند رسول الله فأمنه رسول الله - فقال صفوان لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها فعاد عمير لرسول الله وأخبره فأعطاه رسول الله عمامته وعاد لصفوان . فرجع صفوان حتى انتهى الى رسول الله فقال له يا محمد أن عمير بن وهب جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فأن رضيت وإلا سيرتني شهرين . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " انزل آبا وهب " فقال الأخير لا والله حتى تبين لى فقال رسول الله " بل لك تسير أربعة أشهر فنزل . وخرج رسول الله قبل هوازن ومعه صفوان وهو كافر وأرسل إليه يستعيره سلاحه فأعاره سلاحه - مائة درع بأداتها - إلا انه سأله أطوعا أم كرها ؟ فقال رسول الله "بل عارية رادة فحملها إلى حنين " فبينا رسول الله يسير في الغنائم وجد صفوان ينظر إلى شعب ملاء نعما وشاء ورعاء فأدام النظر إليه ورسول الله يرمقه فقال له " آبا وهب أيعجبك هذا الشعب قال نعم قال " هو لك " فقال صفوان ما تطيب نفس بهذا إلا نفس نبي وشهد وأسلم مكانه (19) الإجابة أذن كسابقتها لن يتغير فى الأمر شئ ولن يحاسب التاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم
7 - عبد الله بن أبي سرح
-----------------------------------
كان من كتاب الوحي ثم ارتد وصار إلى قريش يحدثهم الكذب ويقول إني كنت أصرف محمدا حيث أريد , وفيه نزل "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ )(20) فلما كان يوم الفتح أهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه فنذر عباد بن بشر الأنصاري أن يقتله , فلما ضاقت الأرض بهذا المهدر دمه لجأ إلى عثمان بن عفان أخوه من الرضاعة ، فغيبه عثمان ثم خرج به بعد اطمئنان ، ثم استأذن عثمان رسول الله في العفو عن بن أبي سرح , فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فظل به عثمان ورسول الله ساكت ينظر إلى عباد بن بشر ينتظر أن يفي بنذره ، والأخير واقف ويده على قائمة سيفه ينتظر أمر رسول الله له ، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فبسط عبد الله بن أبي سرح يده يبايع رسول الله فبايعه .ثم قال رسول الله بعد ذلك " أعرضت عنه مرارا ليقوم أحدكم إليه ليقتله "(21) وفي رواية " أليس منكم رجل رشيد يقوم فيضرب عنقه " (22)وفي أخرى " ما صمت إلا ليقوم إليه أحدكم فيقتله " (23) فقال عباد بن بشر كنت أومأ إلي بعينك يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم " ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين"(24) وهنا ينطلق السؤال مرة أخرى وليست بأخيرة , ماذا لو كان الذي علمناه أن رسول الله أومأ فعلا بعينه لهذا الصحابي ؟ لم يكن ليتغير شيء ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث من قبل ربه والموحى إليه وهو القائد والمعلم والمشرع والحاكم وهو الذي أهدر دم هذا المرتد الذي افترى عليه الكذب وادعى أنه يوحى إليه ولم يوحي إليه الله بشيء . وهو المنوط به إقامة الحد أو تكليف أحد من أتباعه بذلك , وطريقة التنفيذ تكون بأي طريقة تلائم الموقف بالقول أو بالفعل أو بالإشارة , والإشارة قد تكون باليد أو بالإيماءة أو بأي حركة أو سكنة يفهم منها وجوب التنفيذ , فلا ضير إذن لو كان فعل ذلك ولن يكون ذلك مأخذا عليه بأي حال من الأحوال . خاصة وأن الذي ستناله هذه الايماءة كافر مرتد افترى على الله ورسوله كذبا .
8 - عبد الله بن أبي بن سلول .
--------------------------------------
أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي فقال له أعطني قميصك أكفنه فيه .وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه وقال آذني أصلي عليه(25) " فلما أراد أن يصلي جذبه عمر وقال له أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين ؟ فقال رسول الله " أنا بين خيارين إذ قال (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(26) فصلى عليهم فنزلت (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (27) وعند أحمد عن عمر قال عمر " يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل كذا وكذا قال - ورسول الله يبتسم - حتى إذا أكثرت عليه قال " أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم " لو أني أعلم أني لو زدت عن السبعين غفر له لزدت ثم صلى عليه فنزلت (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)فما صلى رسول الله بعدها على منافق " (28) إذن فعبد الله بن أبي كان معلوم النفاق للكافة وعرف برأس المنافقين وأنه عدو لله ورسوله ، وأنه بالبناء على ذلك في الدرك الأسفل من النار حسب وعيد الله للمنافقين ، وأن مقتضى التخيير في الآية هو ألا يستغفر صلى الله عليه وسلم وبالتالي لا يصلي عليهم وقد فهم ذلك رسول الله وعلمه جيدا . إلا أنه استخدم فطنته ورحمته في التخيير وصلى على المنافق مادام لا يوجد نص صريح يحرم عليه ذلك من ربه ، حتى إذا نزل التصريح امتنع رسول الله عن الاستغفار لهم والصلاة عليهم أو الإقامة على قبورهم , ولو أنه صلى الله عليه وسلم لم يصلي عليه لكان معه الحجة والمبرر الذين أرادهما عمر وأيده الله تعالى عليهما وهو أن الله تعالى نهاه عن الاستغفار للمنافقين بالتخيير وبالتالي عن الصلاة عليهم , ولو أن التاريخ كتب أن رسول الله اعتذر لأبنه عن عدم الصلاة عليه لما توقف أحد وتسائل لماذا لم يختار صلى الله عليه وسلم الاستغفار له ؟ ولماذا لم يصلي عليه مادام النهي لم يتحصل بعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://da3wa.7olm.org
 
المرحلة الثانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
غير حياتك :: الفئة الأولى :: دنيا ودين :: موسوعة الادعية الصحيحة :: السيرة العطرة-
انتقل الى: