ذات النطاقين
عدد المساهمات : 2 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/02/2009
| موضوع: المعاصي مجلبة للهلاك الإثنين مارس 09, 2009 8:43 am | |
| بسم الله الرحمان الرحيم
المعاصي مجلبة للهلاك
و من عقوباتها: انها تستجلب مواد هلاك للعبد من دنياه و آخرته فإن الذنوب هي أمراض متى استحكمت قتلت و لا بد. و كما أن البدن لا يكون صحيحا إلا بغذاء يحفظ قوته, و استفراغ يستفرغ به المواد الفاسدة و الأخلاط الردية التي متى غلبت أفسدته, و حمية يمتنع بها مما يؤذيه و يخشى ضرره, فكذلك القلب لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان و الأعمال الصالحة تحفظ قوته, و استفراغ بالتوبة النصوح تستفرغ بها المواد الفاسدة و الأخلاط الردية منه, و حمية توجب له حفظ الصحة و تجنب ما يضادها, وهي عبارة عن استعمال ما يضاد الصحة.
و التقوى: إسم متناول لهذه المور الثلاثة, فما فات منها فات منى القوى بقدره.
و إذا تبين هذا فالذنوب مضادة لهذه الأمور الثلاثة, فإنها تستجلب المواد المؤذية, و توجب التخطيط للحمية, و تمتنع الإستفراغ بالتوبة النصوح.
فانظر إلى بدن عليل قد تراكمت عليه الأخلاط و مواد المرض, و هو لا يستفرغها, و لا يحتمي لها, كيف تكون صحته و بقاؤه؟ و لقد أحسن القائل:
حسمك بالحمية حصنته مخافة من الم طاي و كان اولى بك ان تخشى من المعاصي خشية الباري
فمن حفظ القوة بامثال الأوامر, و استعمل الحمية باجتناب النواهيى, و استفرغ التخطيط بالتوبة النصوح, لم يدع للخير مطلبا, و لا من الشر مهربا و الله المستعان.
الجواب الكافي لمن يسأل عن عن الدواء الشافي
للإمام العالم العلامة شمس الدين أبي عبد الله بن الشيخ أبي بكر المعرف بإبن القيم الجوزية رضي الله عنه | |
|