إن المزاح كالمداعبه والهزل الذي هو بخلاف الجد .
والسؤال : هل كان الرسول على جلال قدره وسمو مكانته , وإنشغال باله بمهام الرسالة وأعباء القياده وهداية الناس يمـــزح؟ والجـــواب : نعم كان يمزح ويداعب بقلة لاستيعاب الجد وقته كله إلا أنه كان في مزاحه ومداعبته لايخرج أبدآ عن دائرة الحق وبحال من الأحوال وهو في مزاحه ومداعبته يقدم معروفآ لأصحابه بما يدخل عليهم من الغبطه والسرور وعلى أطفالهم إذا داعبهم من الفرح والمرح والحبور..
وبإستعراض المواقف النبويه الآتيه تتجلى لنا الحقيقه وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولايقول إلا حقآ , وفي الإمكان الإقتداء به في ذلك لأنه من المستطاع وليس من خصائصه صلى الله عليه وسلم بل هو أدب عام يأخذ به كل مؤمن قدر عليه ..
**حدث النعمان بن بشيررضي الله عنهما قال:استـأذن أبوبكر على النبي عليه الصلاة والسلام فسمع صوت عائشه عاليآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل تناولها ليلطمها وقال: ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله فجعل النبي بأبي وأمي وروحي عليه أفضل الصلاة ةالسلام يحجـزه , وخرج أبوبكر مغضبا . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين خرج أبوبكر
كيف رأيتني أنقـذك من الرجل ؟)
فمكث أبوبكر أيامآ ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما ,فقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
قد فعلنا ,قـد فعلنا )
ففي هذا الحديث من حسن العشره وطيب المداعبه .
**وحدث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
ياذا الأذنين ) وهي مداعبه ظاهره وهي حق واضح ,إذ كل إنسان له أذنين .
**حديث الحسن البصري رحمه الله تعالى فقال: أتت إمرأه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنه فقال
يا ام فلان إن الجنه لايدخلها عجوز) فولت العجوز تبكي فقال
أخبروها أنها لاتدخلها وهي عجوزفإن الله يقول :{ إنا أنشأناهن إنشاءً *فجعلناهن أبكاراً *عُرباً أتراباً }
** وحدث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: كان رجل من أهل الباديه يقال له زاهر وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحبه . وكان زاهر رجلآ دميمآ فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهويبيع متاعه فـأحـتضنه من خلفه ولايبصره زاهر فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي بأبي وأمي وروحي عليه الصلاة والسلام فجعل لايألوا ماألصـق ظهره بصدر النبي عليه الصلاة والسلام , وجعل رسول الله يقول
من يشتري هذا العبد) فقال زاهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إذن تجدني كاسدآ يارسول الله ,فقال الرسول صلى الله عليه وسلم
لكن عند الله لست بكــــاســـد أنت عند الله غـــال ِ) فالمزاح في هذا الحديث ظاهر بصوره واضحه ,,ومعه من كمال الخلق وحسن الصحبه وطيب المخالطه مالا مزيد عليـــه ..
اللهم صلي على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمـآ كثيرا ..
__________________