الصبر المحمدي

الصبــر المحـمـدي

--------------------------------------------------------------------------------

الصبر هو حبس النفس على طاعه الله حتى لاتفارقها, وعن معصية الله تعالى حتى لاتقربها, وعلى قضاء الله تعالى حتى لاتجزع له ولا تسخط عليه. هذا هو الصبر في مواطنه الثلاثه وهو خلق من أشرف الأخلاق وأسماها وهوخلق مكتسب يحمـل العاقل عليه نفسه ويروضها شيئآ فشيئآ حتى يصبح ملكة ثابته عفوآ بدون طلب . ويدل على ذلك أمره تعالى رسوله به في كتابه العزيز:{فأصـبر كما صبـر أولوا الــعـزم من الرسـل} وقوله:{وأصـبر ومـاصبرك إلا بالله}
وقـد صبر رسول الله وســــــ صلى الله عليه ـــــلم وصابر طيلة عهد إبلاغ رسالته الذي دام ثلاثآ وعشرين سنه فلم يجزع يومآ ولم يتخل عن دعوته وإبلاغ رسالته حتى بلغ بها الآفاق التي شاء الله تعالى أن تبلغها.

** صبر عليه الصلاة والسلام على أذى قريش طيله ماهو بين ظهرانيها بمكه فقد ضربوه وألقوا سلى الجزور على ظهره وحاصروه ثلاث سنوات مع بني هاشم في شعب أبي طالب وحكموا عليه بالإعـدام وبعثوا رجالهم لتنفيذه فيه إلا أن الله سلمه وعصم دمــه ,كل هذا لم يرده عن دعوته ولم يثن عزمه عن بيانها وعرضها على القريب والبعيد.

**صبره عليه الصلاة والسلام عام الحزن حيث ماتت خديحه الزوجه الحـنون ومات العـم الحـاني المدافع أبوطالب فلـم تـفـت هذه الرزايا من عزمه ولم توهن من قدرته.

**صبره عليه الصلاة والسلام في كافة حروبه في بدر وأحد وفي الخندق وفي الفتح وفي حنين وفي الطائف وفي تبوك فلم يجبن ولم ينهزم ولم يكـل ولم يمل حتى خاض حروبآ عده وقاد سرايا عديده فقد عاش من غزوه إلى أخرى فأي صبر أعظم من ذلك ؟؟

**صبره على تآمـر اليهـود عليه بالمدينه وتحزيبهم الأحزاب لحربه والقضاء عليه وعلى دعوته.

**صبره بأبي وأمي وروحي عليه الصلاة والسلام على الجــوع فقد مات ولم يشـبع من خـبز شـعير مرتين في يوم واحــد..

لــــــقد صــبـر صلى الله عليه وسلم على كل ذلك فـــلم يــهـن ولـم تضـعف هـمـته ولـم تـمـس كـرامـته ولم يــدنس عـرضـه ولو أوذي غيـره بمـعشـار مـأوذي لتخـلى عن دعوتـه ولكن الله عصمـه فصبره وجـبره ليبلغ عنه رسالته ويجــــعـــلــه آيــــــه للنـــــاس فــي صــــبــره وفي ســـائـر أخـــلاقه...